جلست و زوجي و فلان و زوجته نتحدث في مواضيع شتى ووجدت
زوجي يسأل فلانا عن أمر ما ، فاذا بفلان يكفهر وجهه و يوجه نظرة لوم لزوجي الذي لم
يفهم سر هذا التعبير الغريب، و كنت قد عرفت من زوجته أنه لا يخبرها عادة عما يدور
في حياته خارج المنزل ، فلكزت زوجي في جنبه حتى يغير الموضوع لكن زوجته تنبهت
لاحراجي أنا و زوجي فردت متهكمة : ( أصلهم متعودين ما يخبوش حاجة على بعض ، مش زيك
) فأجاب بمنتهى البساطة : ( طالما انتي مش طرف في اللي حصل يبقى مش ضروري تعرفيه )
و غير فلان هناك الكثيرون الذين لا يجدوا مانع من وجود
أسرار و أحداث و حوارات في حياتهم لا تعرف عنها زوجاتهم أي شيء. لكنني أرى أن هذا
يتناقض مع فكرة الوحدة التي هي أساس الزواج ، فكيف على سبيل المثال أجد زوجي شاردا
أو قلقا بخصوص أمر لا فكرة لدي عنه و العكس؟ كيف يقوم كل منا بدوره الأساسي كشريك للآخر يطمئنه و يهدئ من
روعه إن كان أمرا سيئا أو حتى يشاركه انفعالاته و ضحكاته إن كان أمرا حسنا؟
أنا شخصيا لو حاولت أن أخفي أمرا عن زوجي ولو بسيط أشعر
كأنني أقترف ذنبا و تصبح تصرفاتي غير طبيعية فيشعر بدوره بالاختلاف الذي يطرأ على
و يدرك أني أخفي شيئا ما فلا يهدأ له بالا حتى يعرفه و العكس يحدث إن شعرت بأن في
باله ما لا أعرفه و أبدا لم يكن هذا السلوك بدافع الفضول من أحدنا و إنما من باب
المشاركة و الاطمئنان و سعي كل منا للقيام بدوره على أكمل وجه كشريك للآخر ،
يحتويه و يعطيه ما يحتاج وقت الحاجة إليه ( مش بعد الهنا بسنة ). و إن زين لي
شيطاني أن أحتفظ بما يضايقني أو أخفي مشاعري عنه ، يظل يذكرني أني بهذا أخطو أولي
خطواتي في طريق النهاية لمشاعرنا فأتراجع و أخبره بمكنون نفسي و أنا مطمئنة لحرصه
على حبنا ما حيينا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق