04‏/04‏/2012

تنويه واجب

تنويه واجب
أعتز جدا بمجموعة مقالاتي " زوجي أروع منك "  ليس فقط لأن مصدر الهامي فيها واقعي و تجربتي الشخصية،  و لكن لأنها أول عمل تم نشره  و كان بمثابة شهادة ميلادي ككاتبة لها قراء يعجبون بكتاباتها او ينقدوها ما بين مؤيد و معارض.

لكن لطبيعة النشر في المدونة برجاء الالتزام بترتيب الأرشيف على يمين الصفحة لتصلكم وجهة نظري بشكل سليم متسلسل، فأول المقالات بعنوان " زوجي أروع منك " و آخرها بعنوان " حبيبي ليس ملاكا " 

تحياتي
رشا فرج

حبيبي ليس ملاكا

حبيبي ليس ملاكا


اعتدت أن ابدأ عناوين مقالاتي بكلمة ( زوجي ) لكن هذا المقال بالذات أحب أن أبدأ عنوانه بكلمة حبيبي و قبل أن أبين أسبابي سأعرض لكم تعليقين تلقيتهما من قارئ و قارئة.
 أبدأ بالقارئ الذي علق قائلا : “مع كل الاحترام لزوجك الكريم واحترامك فالرجل الذي ينتظر مرتب زوجته هو رجل ليس بذي خلق ولا يجب مقارنة زوجك بيه ،  والمساعد لزوجته في طموحها العلمي هو زوج عادى ولا اعتبرها ميزة ، لا يجب مقارنة العادي بالسيئ ليصبح جيد وإلا اعتبر السيئ هو الطبيعي و أصبح من المتوقع أن نجد لكي مقالا باسم ( زوجي لا يتعاط مخدرات)”
 و القارئة الأخرى تكرمت و قالت ” عرفنا إنك متجوزة ملاك راكن جناحاته على باب العمارة، اكتبي في موضوع تاني علشان نقدر نعلق”
 صدمتني كلمات القارئة و حيرني منطق القارئ. فليس الانطباع الذي سعيت لتركه لدى الجميع أن زوجي ملاكا أو بشرا كاملا، فالكمال لله وحده أولا و أخيرا. كما أني شخصيا لست بكاملة بل على العكس لدي من العيوب الكثير.
لهذا بدأت عنوان مقالي بكلمة ( حبيبي ) و ليس ( زوجي ) لأن أساس أي علاقة زوجية بالتأكيد مشاعر جميلة و عواطف جياشة تتراوح بين المودة و العشرة و الألفة لتصل لحب و غرام في منتهى الروعة. و إلا فكيف أثمرت هذه الزيجات عن أولاد و بنات ما أتوا إلا في لحظات صفاء و مودة بين الزوجين.
 هذه المشاعر الجميلة التي جمعتني بزوجي الحمد لله و التي جمعت كل الأزواج في بعض أو كل حياتهم الزوجية جديرة بالحفاظ عليها مما نواجهه في حياتنا من مشاكل ، روتين ، ملل أو أي مستجدات سلبية تجعل نار الحب تخبو و هذه المشاعر تعتبر مسلمات مفروغ منها. فيتسلل الملل و نفاذ الصبر و تصيد الأخطاء من كلا الطرفين ويبدأ كل طرف باتهام الآخر بالتقصير لتبدأ حلقة مفرغة لا نهاية لها عن من المسئول لما وصلت إليه الحياة الزوجية و من المسئول عن الإصلاح و من عليه البدء و المبادرة بالخطوة الأولى ليصل بالحياة لبر السلام و يحافظ على السلام النفسي للأطفال ثمرة هذا الزواج.
 أليس من المنطقي لينجو كل إنسان بسفينته أن يبحث عن الجميل في حياته و المميزات التي يراها في شريكه حتى يجد حافزا ليعيش في سعادة و رضا؟ وما السبيل لإبراز المزايا إلا بملاحظة المساوئ المحيطة بنا لنشعر بالنعم التي نملكها، ببساطة إتباع المبدأ الشهير ( النظر للنصف الممتلئ من الكوب ).
  أليس الرضا لمن يرضى؟ ومن أين يأتي الرضا إلا باستشعار قيمة ما نملك و إعمال العقل فيما نملكه ولا يملكه الآخرين ببساطة، دون الحاجة لفلسفة و تعقيد إن كان ما نملكه شيء عادي أو شيء مميز. يكفي أن يكون شيء ايجابي يبعث علينا السعادة و الهدوء. حتى و إن كانت الإيجابية في عدم وجود السلبيات. فإن كان مما سيزيد حب و احترام و تقدير زوجي بداخلي أنه لا يتعاط المخدرات أو أنه لا يخونني، فما الضرر من ذلك؟ أليس بالفعل هناك أزواج يتركون بيوتهم و يسهروا سهرات محرمة مع أصدقاء سوء؟ و إن كان زوجي يصون بيته و صحته و ماله لأجل بيته، ألا يجعله هذا محل تقدير بالنسبة لي و يعطيه ميزة تزيد من احترامي و تقديري له؟ لا أقصد بالطبع اعتبار هذا المثال هو الطبيعي أوالعادي المنتشر بين الأزواج ولكن الاعتراف بأنه يحدث لأخريات ولا يحدث لي أو لكي فهي ناحية ايجابية يجب أن نقدرها و لا نعتبرها مسلم بها.
 ولتكون المنفعة أعم و أشمل فليس بالضرورة أن تكون سفينتنا هي الحياة الزوجية في حد ذاتها فمن الممكن إتباع نفس الأسلوب بالنسبة لعملنا، لأولادنا، لأصدقائنا و حتى ما نملك من أشياء سيارة، منزل أو حتى أجهزتنا المنزلية. لكل شيء من حياتنا مزايا و عيوب و دائما علينا البدء بالتركيز على المزايا لجلب السعادة مما يزيد من قدرتنا على احتمال العيوب طالما أنها عيوب ثانوية يمكن تجاهلها أو التعايش معها.
 أسعدكم الله جميعا و رضاكم بأنفسكم و أزواجكم ( أو زوجاتكم ) و حياتكم كلها و رضي عنكم.

زوجي أكرم منك

زوجي أكرم منك

كم من فلان تشكو زوجاتهم من بخلهم بشكل مثير للشفقة، فهناك من يبخل عليها و على بيته و أولاده لكنه في غاية الاسراف على نفسه فينتقي ثيابه بشكل فاخر و يتناول الطعام خارج البيت في مطاعم غالية ، و عندما يعود لمنزله يشكو لزوجته من ضيق ذات اليد إن طالبته بمصروف البيت لتطعم أولاده.

و هناك فلان آخر يتسع بخله ليشمله شخصيا فلا تراه يشتري ولو شراب جديد و ينتظر ما يأتيه من الآخرين على هيئة هدايا دون أي مراعاة لمظهره الخارجي الذي يسيء لزوجته و أولاده بالتبعية.

أما فلان الآخر فأجده أغربهم من وجهة نظري فهو في قمة الكرم و الجود مع الآخرين ولا يرد سائلا أيا كان، قريبا أو غريبا، لكن إذا طلب منه أي ولد من أولاده أي طلب شخصي يثور و يغضب قائلا : (أجيب منين ، هو أنا قاعد على تل فلوس ولا باطبعهم)

و هناك فلان الذي يستوقفني كذلك و هو نقيض فلان السابق، فهو لا يحرم بيته ولا أولاده من صغيرة كانت أو كبيرة. لكن بمجرد وجود بند يستدعي انفاق مال على الآخرين خارج محيط أسرته سواء كان تحت مسمى واجب أو مجاملة أو حتى ظرف طاريء لأحدهم أيا كان ، لا يكون منه إلا أن يسارع قائلا: ( اللي يعوزه بيتك يجرم على الجامع ، ولادي أولى من أي بني آدم).

زوجي حفظه الله أراه أكرم الناس فهو لا ينكاسل عن تلبية أي طلب لي أو للأولاد خاصة بمجرد ذكر هذا الطلب و أيا كانت تكلفته طالما أنه يقدر على توفيرها. كذلك في المجاملات و الواجبات لا يتأخر عن القيام بهم ، وفيما يخص عائلتي وفانه يترك لي حرية تحديد القيمة المناسبة للهدية ، أو أيا كان نوع المجاملة بما يتناسب مع أعراف عائلتي و يما يجعل مظهري دائما مشرفا وسط عائلتي.

زوجي يثق في رأيي و يشركني في اتخاذ قرارات حياتنا

زوجي يثق في رأيي و يشركني في اتخاذ قرارات حياتنا

كم من قرارات يلزم اتخاذها بشكل مستمر خلال الحياة الزوجية، بعضها مادية أو عملية أو دراسية، تخص المنزل أو أحد الطرفين أو الأولاد و مستقبلهم. كثير من البيوت يستبد بها الرجل في اتخاذ تلك القرارات بدعوى أنه القيم على المنزل و رب الأسرة أو لأنه صاحب القوة الاقتصادية المؤثرة في كثيرمن الأحداث داخل الأسرة.

منذ عرفت زوجي و نحن متفقين على أن الحياة بيننا مشتركة في كل شيء و بالتبعية لن ينفرد أحدنا بأي قرار يؤثر على مسار تلك الحياة و على بيتنا الذي نحلم بتأسيسه منذ لقائنا. و هذا الاتفاق هو أروع ما في حياتنا لأنه يجعلنا نتناقش في كل كبيرة و صغيرة نمر بها و نصل لنهاية نرضاها سويا. ومن أمثلة الأمور التي نتناقش فيها سويا بنود الانفاق ، طرق تربيتنا لأولادنا ، أساليب الثواب و العقاب لهم ، قرارات تخص عمل أو دراسة أي مننا ، أغلب ما يخص شئون المنزل من تغييرات أو شراء لاحتياجات معينة ( أثاث ، أجهزة جديدة أو غيرها ).

و كم يشعر كل مننا بالسعادة بعد كل قرار اتخذناه حتى لو ترتب على ذلك نقاش مهما بلغت حدته أو غضب خلاله أحدنا لاختلاف الآخر معه في الرأي  إلا أنه في النهاية يشعر يشعر كل مننا بصحة اختياره لشريك حياته " بمعنى الكلمة " و الحمد لله.


زوجي لا يخفي عني سرا

زوجي لا يخفي عني سرا

جلست و زوجي و فلان و زوجته نتحدث في مواضيع شتى ووجدت زوجي يسأل فلانا عن أمر ما ، فاذا بفلان يكفهر وجهه و يوجه نظرة لوم لزوجي الذي لم يفهم سر هذا التعبير الغريب، و كنت قد عرفت من زوجته أنه لا يخبرها عادة عما يدور في حياته خارج المنزل ، فلكزت زوجي في جنبه حتى يغير الموضوع لكن زوجته تنبهت لاحراجي أنا و زوجي فردت متهكمة : ( أصلهم متعودين ما يخبوش حاجة على بعض ، مش زيك ) فأجاب بمنتهى البساطة : ( طالما انتي مش طرف في اللي حصل يبقى مش ضروري تعرفيه )

و غير فلان هناك الكثيرون الذين لا يجدوا مانع من وجود أسرار و أحداث و حوارات في حياتهم لا تعرف عنها زوجاتهم أي شيء. لكنني أرى أن هذا يتناقض مع فكرة الوحدة التي هي أساس الزواج ، فكيف على سبيل المثال أجد زوجي شاردا أو قلقا بخصوص أمر لا فكرة لدي عنه و العكس؟ كيف يقوم كل منا  بدوره الأساسي كشريك للآخر يطمئنه و يهدئ من روعه إن كان أمرا سيئا أو حتى يشاركه انفعالاته و ضحكاته إن كان أمرا حسنا؟

أنا شخصيا لو حاولت أن أخفي أمرا عن زوجي ولو بسيط أشعر كأنني أقترف ذنبا و تصبح تصرفاتي غير طبيعية فيشعر بدوره بالاختلاف الذي يطرأ على و يدرك أني أخفي شيئا ما فلا يهدأ له بالا حتى يعرفه و العكس يحدث إن شعرت بأن في باله ما لا أعرفه و أبدا لم يكن هذا السلوك بدافع الفضول من أحدنا و إنما من باب المشاركة و الاطمئنان و سعي كل منا للقيام بدوره على أكمل وجه كشريك للآخر ، يحتويه و يعطيه ما يحتاج وقت الحاجة إليه ( مش بعد الهنا بسنة ). و إن زين لي شيطاني أن أحتفظ بما يضايقني أو أخفي مشاعري عنه ، يظل يذكرني أني بهذا أخطو أولي خطواتي في طريق النهاية لمشاعرنا فأتراجع و أخبره بمكنون نفسي و أنا مطمئنة لحرصه على حبنا ما حيينا.

زوجي يقبل التغيير و ليس جامدا

زوجي يقبل التغيير و ليس جامدا

أعرف فلانا لا يستوعب فكرة الطعام غير التقليدي، أو بمعنى أدق المطهو بطريقة غير التي كانت تطهو بها والدته رحمها الله، حتى أنه كثيرا ما ينتقد زوجته إن أعدت صنف مختلف ولو اختلاف طفيف عما اعتاد عليه.

و فلان آخر يرتدي ملابسه بنفس النظام و الألوان و يمشط شعره بنفس الطريقة من أكثر من عشرين عاما، دون أي مواكبة لما هو حديث من ألوان أو موديلات بدعوى أن الرجل لا يقيم بمظهره ولكن بجوهره.

أما فلان الثالث منذ عرفته و زوجته " منذ نعومة أظافري " و منزله على حاله دون أن يتغير مكان كرسي أو فازة أو ألوان الحوائط على الرغم من قيامه بتجديد طلائها لمحو آثار الزمن. إلا أنه يرفض تماما أي تغيير في محتوى منزله و إن كان للأفضل على الرغم من محاولات زوجته المستميتة تارة لتغيير ترتيب قطع الأثاث أو حتى تغيير الأثاث نفسه لكن بلا جدوى.

منذ عرفت زوجي و هو يتغير و يتطور في مظهره و طريقة اختياره لملابسه ولا يمانع في تجربة ألوان جديدة من الملابس أو تذوق أطباق جديدة أطهوها له. كما أنه لا يصدم إن عاد من العمل وجدني غيرت ترتيب الأثاث بالكامل ، بل بالعكس يشجع ذلك و يجده كسرا للروتين و تجديد لحياتنا معا.

زوجي لا ينتقدني بشكل لاذع

زوجي لا ينتقدني بشكل لاذع

جلست مرة مع فلان و زوجته و كان الحوار حول الطعام و الغذاء الصحي و ما شابه ، فاذا به يشير لزوجته و يضحك بسخرية قائلا :" الكلام ده ما يفرقش معاها ، دي بكرش" . تلقائيا نظرنا كلنا إلى الزوجة المسكينة التي كانت تتمنى أن تختفي من أمامنا. المثير للسخرية أن هذا الفلان من أصحاب الوزن الزائد جدا و الشهية المفتوحة جدا جدا.

و هناك فلان آخر متخصص في عبارة واحدة لا أذكر في مرة جمعتني به الظروف مع زوجته إلا و أجده يقولها ( دي ما بتفهمش في حاجة ) و كأن زوجته أصابها السأم من شعورها بالاحراج فأصبحت تتجاهل ما قاله و كأنها لم تسمعه.

مع أني كأي انسانة لست خالية من العيوب الجسدية و الشخصية إلا أن زوجي لم ينتقدني أبدا أمام الآخرين ولو على سبيل الدعابة، و إذا أراد نقدي بشكل جدي فلا يكون ذلك إلا بيننا على انفراد، و أجده ينتقي ألفاظه ليكون في منتهى الدبلوماسية و الذوق. بالاضافة لأنه لا يسمح للآخرين بانتقادي بأي شكل كان و أيا كان من ينتقدني فإني أجده حاضرا دائما للدفاع عني ، حتى و إن كان مثار النقد صحيح  و يمثل عيب في.

زوجي يحتمل اهمالي لمظهري

زوجي يحتمل اهمالي لمظهري

 

ما من أنثى وجه الأرض إلا و تسعى للشعور بجمالها و أنوثتها منذ نعومة أظفارها ، و ما أن تصبح زوجة تحب زوجها حتى تسعى بكل السبل لارضائه بأن تكون في عينيه أجمل من نساء الأرض أجمعين. لكن أيضا ما من زوجة حملت و وضعت طفل و اثنين أو أكثر حتى تجد نفسها تهوى في دوامة المسئوليات و الطلبات التي لا تنتهي داخل البيت خاصة ان كانت بمفردها دون معاونة خادمة او أحد من أقاربها و خارجه ان كانت تعمل . و بين كل هذا قد لا تجد وقتا للاهتمام بنفسها بالشكل الذي كانت عليه في فترة ما قبل الزواج و في بدايته.

قالت لي مرة احداهن أن فلانا زوجها بعد أن وضعت وليدها بحوالي أسبوعين ( و كانت قد وضعته بعملية قيصرية) نهرها لأنها شاحبة و يبدو عليها الارهاق ولا تحاول حتى أن تتجمل ، و كأن هذا الشخص يعيش في منزل آخر ولا يدرك الآلام التي مرت بها في الولادة و بعدها و عدم استقرار الطفل في نومه و صراخه المستمر خلال الليل و الذي يمنعها من النوم و يجعل شعورها بالارهاق طبيعيا و يجعل قدرتها على الوقوف أمام المرآة لتتزين و تضع المساحيق معدومة.

أذكر جيدا أن بعد ولادتي الأولى كنت شديدة التوتر و الارهاق لأن ابني كان لا يأكل جيدا فكان لا ينام جيدا و أنا بدوري كنت لا أنام بشكل منتظم و حين استيقظ على صوته أنتفض حتى أطعمه و أغير حفاضاته ثم أدرك إني لم أدخل الحمام بعد لأغسل وجهي أو أنظر في المرآة لأرى منظر شعري بعد قيامي من النوم على صوت بكائه وكان زوجي يدخل علي و أنا نصف نائمة و شعري مهوش و قد تكون ثيابي لحقتها رائحة من لبن الصغير و مع كل هذا كان يقبل جبيني قائلا: " ربنا يقويكي "

في تلك اللحظات كنت اتذكر فلانا الذي تقدم لي من سنوات عديدة ، وفي بداية تعارفنا وضع ما يشبه الشرط انه لن يتنازل عن أن أظل مهتمة بشكلي و جسمي  بشكل دائم تحت أي ظروف. فحمدت الله أن زوجي لم يفكر مثل فلان بل و لم يتطرق لهذه النقطة في أي مرحلة خلال علاقتنا والا كان مصيرنا الله وحده اعلم به.



زوجي يذكرني دائما

زوجي يذكرني دائما


في أحد الأيام زارتني إحدى قريباتي ، و كانت متزوجة و قضت معي يوما كاملا من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساءا تقريبا، و خلال هذا اليوم لم يرن هاتفها ولا مرة برقم زوجها، في حينأن زوجي كان يتصل تقريبا كل ساعتين أو ثلاثة ليطمئن علي و على الأولاد، و إن لم يتصل هو كنت أتصل أنا لأطمئن عليه بدوري.
فوجدتها تسألني متهكمة: ( و ده من ايه ده؟ هو انتوا لسة مخطوبين ولا في أول جوازكم؟ ).

وفي مرة أخرى كنت ي زيارة لإحدى صديقاتي فوجدتني أمسك بهاتفي المحمول و أرن لزوجي " مجرد رنة وليست مكالمة" و بعدها بدقيقة وجدته يبادلني الرنة بأخرى. فوجدتها تضحك و تقول لي: ( على فكرة أنا بارن لجوزي لما بابقى طالبة منه حاجة للبيت و عايزة أفكره بيها، انتوا كمان بتعملوا كدة؟)
أجبتها: ( أنا بارن له علشان يعرف إني بافكر فيه حتى و أنا مع ناس تانية و هو بيرن علشان يقوللي وانتي كمان دايما في بالي )

لم أعر سؤال الأولى انتباها لأني بدوري كنت أتعجب من سلوكها و زوجها، فكيف يمر يومي دون أن أسمع صوت زوجي أو أتلقى منه رسالة أو رنة تشعرني أني في باله ، أو أفعل المثل لأشعره أنه دائما في خاطري مهما كانت درجة انشغاله أو انشغالي؟
كذلك تعجبت من تعليق الثانية فكيف يصبح ما يربطني بزوجي مجرد طلبات البيت دون أي حب أو رومانسية تلطف من قسوة التزامات و مسئوليات الحياة؟

زوجي يشجع طموحي الدراسي

زوجي يشجع طموحي الدراسي


أعرف فلانا طلبت منه زوجته أن تكمل دراستها و كان مؤهلها متوسطا حتى ترفع من شأنها و تحصل على وضع أفضل في وظيفتها الحالية، فسخر منها و ثبط من عزيمتها بدعوى أنه "بعد ما شاب ودوه الكتاب" و كمان البيت و الأولاد بياخدوا وقت و مجهود كبير و كمان شغلك هتلاحقي ازاي .. لا لا سيبك من الفكرة دي. و بالفعل تغاضت عن الفكرة و إلى يومنا هذا و هي على حالها.

و فلان آخر لا مانع لديه من أن تكمل زوجته دراستها أيا كانت ولكن لا دخل له بما تفعل ولن يحتمل أي تغيير يقع عليه نتيجة مستجدات و متطلبات دراستها، فلن يتحمل مسئولية الأطفال خلال محاضراتها أو يراعي الضغط الواقع عليها نتيجة المذاكرة و الامتحانات و خلافه و تعليقه الأزلي " مش قرارك ، اتحملي مسئوليته و تبعاته: .

لقد تعرف على زوجي و أنا أدرس كورسات متخصصة في مجال الكمبيوتر و هو مجال يحتاج للدراسة و التطوير يوميا و لقد توقفت فترة لأؤسس أسرتي و بعدها طالبني بنفسه بمواصلة الدراسة أولا بشكل أكاديمي فتقدمت لدراسة الماجستير و كانت الدراسة مسائية ، فكان يعود من عمله ليوصلني للأكاديمية التي كنت أدرس بها ثم يقوم برعاية ابننا البالغ من العمر حينها عاما واحدا ، ثم يعود ليقلني للمنزل دون أن يظهر تذمرا أو تعبا بل على العكس كان هو من يذهب ليدفع المصروفات و يسجل المواد التي أختارها.

و لن أنسى ليلة الامتحان التي o`Hأخذ فيها ولدنا الصغير و ذهب ليقضي اليوم عند أهله ليترك لي فرصة المذاكرة مع زميلاتي بتركيز و هدوء و دون تحمل عناء طلبات الصغير.

بعد سنة من انجابي ابنتي الثانية فكرت في تغيير خطتي العلمية و دراسة كورسات تطبيقية لتؤهلني مرة أخرى للعودة و العمل في مجال تدريس الكورسات ، و لقدت تعرضت لامتحان في غاية القسوة، فمدة الكورس كلها خمسة أيام مرضت خلالها ابنتي في اليوم الثاني و كنت في غاية الحيرة و التوتر ولا أدري كيف أتصرف ، فما كان من زوجي الحبيب إلا أن قام بأجازة ليمضي اليوم معها ليهون علي 
الأمر و يزيل شعوري بالضيق والهم لأتمكن من مواصلة دراستي بهدوء.

18‏/05‏/2010

زوجي لا يهمه مالي

زوجي لا يهمه مالي
أتعجب من فلان الذي ينتظر أول الشهر ليستلم مرتب زوجته بالمليم بمبدأ سلم واستلم. و وقعتها سوداء ان فكرت أن تشتري منه ولو ايشارب قبل أن يستلمه و يحدد بنود الميزانية و أولويات الانفاق من وجهة نظره ... ثم يسمح لها أو لا يسمح بشراء ما تريد ، و ان اعترضت تبدأ المحاضرة المعروفة " انتي بتشتغلي يعني بتاخدي من وقتي و وقت البيت ، يبقى مفيش حاجة اسمها فلوسك أو مرتبك . دي فلوس البيت ولا انتي عايزة خروجك كل يوم و تقصيرك في حق البيت يبقى من غير ثمن". طبعا هذا التقصير  ماهو إلا وجهة نظره البحتة حتى يكون مبرر لفعلته ، فالزوجة ترجع للبيت لتدور في طاحونة من التزامات البيت و الأولاد حتى تنام ، و تستيقظ لتدور في طاحونة العمل و هكذا دون توقف.

أو فلان الذي يراجع كشف حساب البنك الخاص بزوجته ... بغض النظر ان كانت قرأته أولا أم لا ، أو سمحت له بالاطلاع عليه أم لا. و الويل لها ان تصرفت في مليم من مالها دون علمه، على الرغم من أن المال يخصها و الحساب باسمها . و ان جادلته يكون الحوار كالتالي " مفيش حاجة اسمها خصوصية بين الراجل و مراته ولا انتي عندك أسرار عايزة تخبيها، و بعدين أنا مش باتكلم علشاني ... أنا باتكلم علشان الأولاد مش الفلوس دي بعد عمر طويل هتبقى ليهم ودلوقتي برضه حاجة تحميهم من غدر الزمان" .
و كأن الزوج الكريم تدخل في علم الغيب و قرر أنهم سيدخلوا في ضائقة مالية لن تحلها إلا أموال زوجته ، أو أنها من ستتوفى أولا ومن واجبها أن تترك إرثا محترما لأولادها.

أو فلان الذي يعتبر نقود امرأته اجمالا...  سواء كانت مرتب أو ارث أو أيا كان حقا مكتسبا يخط على أساسه الخطط الخاصة به ، وليس حتى الخطط الخاصة بالمنزل ككل. فمثلا يعتبره أمر مفروغ منه أن يأخذ مبلغ معين حتى يحدث موديل سيارته. و ان اعترضت اعتبرت ناشز و أنانية و طماعة و تسمع ما لا تحمد عقباه من عينة " هو أنا باستخسر فيكي ولا في ولادك حاجة ، مانتوا آكلين شاربين لابسين من مرتبي"

وكأن كل هؤلاء قد نسوا أو تناسوا أن الانفاق واجب شرعي على الزوج من حيث المسكن و المأكل و الملبس، و أن ديننا الحنيف و القوانين الموضوعة جعلت للزوجة ذمة مالية منفصلة لا يحق معها للزوج أن يعتبر مالها حق مكتسب، إلا إذا قدمته له عن طيب خاطر وبمنتهى الرضا ... لا لشيء إلا لأنها تحبه و تهبه كل حياتها و مشاعرها و كيانها فهل تبخل عليه بمالها .

منذ عرفت زوجي حتى قبل الزواج لم يسألني عن راتبي كم يبلغ، أو رصيدي  في البنك ما مقداره. و مهما بلغت شدة أي ضائقة مادية مرت بنا ، خصوصا في بداية زواجنا لم يعتبر ما أملك من مال بديلا من البدائل المطروحة للخروج من هذه الضائقة... إلا إذا قدمت المال و ألححت  و ألححت ، و حلفته بما بيننا و بحياتي عدة مرات حتى يقبله ويتصرف فيه. و إن فعل بعد معاناه فإنه يعامله معاملة الدين فيرده لي في أول فرصة.
و الأكثر روعة من ذلك أنه يترك لي حرية التصرف في ماله و كل ما يملك بمنتهى الرضا و الثقة في حسن 
تصرفي.




The New Busy is not the too busy. Combine all your e-mail accounts with Hotmail. Get busy.

زوجي عفيف اللسان

زوجي عفيف اللسان
من الطبيعي في بداية أي علاقة أن يلتزم الطرفان الأدب و الذوق و الرقة و كل مكارم الأخلاق، و مع العشرة وبداية الشعور بالتلقائية يعود كل إلى طبيعته. و أنا بطبيعتي أكره بذاءة اللسان و الفظاظة في القول، و كنت شديدة الترقب لهذه الصفة في زوجي خاصة و أن الرجال في مجتمعنا للأسف يعتبروا الألفاظ النابية و الوقحة حتى في الحوارات العادية من صفات الرجولة. لكن و الحمد لله وجدت زوجي لا يتبع هذا السلوك في حواراته العادية ... و الأروع أنه حتى في أشد لحظات غضبه لم يوجه لي أبدا أي لفظ جارح أو كلمة نابية.

لكن للأسف أجد فلانٍ يصف موقفا ما أو حوارا دار بينه وبين أحد زملائه أو معارفه ، فلا تجد كلامه يستمر دقيقتين متتاليتين دون ذكرجملة "ابن ..." و المثير للسخرية أنه يجيد التنوع في الكلمات التالية ل "ابن ..." دون أدنى مراعاة لوجود سيدات أو فتيات أو أطفال تتأذى آذانهم و مشاعرهم بهذه الألفاظ.

وهناك فلان آخر شديد التهذيب وذو خلق رفيع في جميع تعاملاته مع المحيطين به وفي لحظات هدوئه، لكن بمجرد أن يغضب تجد سيل من الألفاظ النابية تعجز المعاجم اللغوية أن تشرحها بدقة. و تنساب هذه الألفاظ كأنها طلقات مدفع رشاش ... تصيب بلا تمييزكل من يقابلها  زوجته ، أهلها و اللي جابوها أو حتى أطفاله إن حضروا غضبته ، وفي الغالب يوجه لهم الشتائم بصيغة أمهم (ما هي اللي ما ربتهمش و هي ... و هي ..) دون أي مراعاة أن هذه الطلقات ستترك ندبات في أذهانهم للأبد.



Hotmail has tools for the New Busy. Search, chat and e-mail from your inbox. Learn more.

12‏/05‏/2010

زوجي أروع منك

زوجي أروع منك

في حياة كل فتاة أكثر من رجل مع اختلاف علاقتها به. تبدأ بالأب و أحيانا الأخ الأكبر و بعدهما الأقارب و

الجيران و الأصدقاء و المعارف . و مع تقدمها في العمر يصبح الرجل عشرات من الرجال فدائرة معارفها تمتد و تتسع بأصدقاء أخوانها وزملاء الدراسة و كثير من العلاقات المتفرعة. و مع كل رجل تعرفه تجد صفة او أكثر تلفت انتباهها و تثير عجابها و تصبح ذاكرتها حديدية فيما يخص هذه الصفات و المواقف التي تدلل عليها و تثبتها. و تقوم الفتاة بشكل لا إرادي بتجميع هذه الصفات و ترتيب أولوياتها من حيث الصفة الأهم و كأنها تضع كراسة شروط لزوج المستقبل . و مع كل رجل يدخل حياتها كزميل جديد أو حتى عابر سبيل تعيد تقييم هذه الصفات و ترتيبها حسب أهميتها في حياتها، و حين تلتقي بفتى أحلامها الذي يصارحها بمشاعره أو حتى الخطيب الذي يتقدم لها بشكل تقليدي تعمل مرة أخرى بشكل لا إرادي ككمبيوتر بالغ السرعة وفائق الدقة لتحسب مدى مطابقته لكراسة الشروط التي وضعتها منذ وعيها بأنوثتها و ادراكها أنها ستكون زوجة و حبيبة في يوم من الأيام . و بناء على درجة التطابق ترى إن كانت ستقبله كشريك لحياتها و عواطفها أم أنه لم ينجح في اختبار التطابق.

و تختلف درجة النجاح في هذا الاختبار من فتاة لأخرى ، فبعضهن يقبلن ب50% كحد أدنى و البعض يزيد حد النجاح عندهن تدريجيا حتى يصل لدى بعضهن إلى 100% دون تنازل أو تهاون.

يتم الزواج و تبدأ الشراكة الواقعية و الفعلية في حياة كل فتاة والتي تغير دورها الآن فأصبحت سيدة ، زوجة و أم. وفي مجتمعنا للأسف هذه الشراكة غير مفهومة على النحو السليم اجتماعيا ونفسيا و حتى دينيا. فنجد أغلب البيوت خالية من المودة و الرحمة التي أمر بهما الله. نجدها مفتقدة للتكامل بين الزوجين و أدوارهما داخل و خارج المنزل ولا تحوي بأي شكل من الأشكال السلام النفسي الذي يوجد الاستقرار و الهدوء وراحة البال الذين يعتبروا البذرة الأساسية لبناء اطفال أسوياء نفسيا بدون عقد تؤثر على مستقبلهم و مسيرتهم في الحياة.

من أكبر المشاكل التي تبدأ في هدم هذه المنظومة الروحية الرائعة المقارنة ، و التي تبدأ مع أول اختلاف تلاحظه المرأة (التي كانت فتاة نتحدث عنها في السطور السابقة) بين زوجها و بين الرجال أصحاب الالهام في كراسة شروطها. او مع ادراكها عدم تقديرها السليم لاولوياتها من حيث ترتيب الصفات المهمة عندها.

فمثلا لقد رتبت أولوياتها كالتالي :
(الطموح ، الكرم ، الوسامة ، الثراء ، الاجتماعية مع الناس ، .............)
و مع الحياة الفعلية و الاحتكاك بالواقع وجدت أنها ظلمت نفسها عندما اعتبرت الاجتماعية مع الناس لها الترتيب الخامس في أولوياتها بينما الطموح في المرتبة الأولى لأنها تكره طموح زوجها الذي يعيقها عن الاختلاط بالآخرين و حضور المناسبات الاجتماعية المختلفة.

و باعتبار أن الزوجة أصيلة و بنت ناس و بتحب زوجها بشكل صادق فلن تتخذ أي إجراء أو موقف واضح تقارنه فيه بأي شخص فستكتفي بالمقارنات السلبية بينها و بين نفسها. وما أشد أثر حديث النفس على النفس ، إنه أكثر خطرا من أصدقاء السوء أو حتى وسوسة الشيطان. فتصبح و تمسي و هي تحدث نفسها: " مش لو كان جوزي طموح زي فلان كان زمان مستوانا بقى كذا " ، " مش لو كان جوزي دمه خفيف زي علان كان زماننا ما بطلناش ضحك " " مش لو كان جوزي ايده ملمومة حبتين زي ترتان كنا عملنا حاجة للزمن "
" مش لو ........ " ، " مش لو ........ " ، " مش لو ........ "

و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : " لو تفتح عمل الشيطان "

ولقد اتبعت طريقة الكثيرات (في اللولوة "وليس الولولة" ) لمدة ثلاث سنوات من عمر زواجي، بعدها وجدت حائطا قد ارتفع بيني و بين زوجي لا أدري حتى يومنا هذا إن كان لاحظه أم لا و بدأت أحمله مسئولية أي شيء سلبي في حياتنا أو شعور سلبي يجتاحني و تمادت السلبيات بداخلي حتى بدأت أزيد من سمك هذا الحائط عن عمد.

لكن في يوم من الأيام لا أذكره تحديدا استيقظت كمن يستيقظ من سبات عميق لا يدرك كم طال و كان زوجي لا يزال نائما بجواري. أخذت أتأمل وجهه كأني أراه لأول مرة فاسترجعت مرة واحدة كل الحب الذي جمعنا و جعلنا نقرر الزواج من بعضنا البعض.
من يومها عاهدت الله أنه في مقابل كل مقارنة سلبية أجريتها و سجلت نقطة سوداء في صفحة زوجي بداخلي ، سأجري أخرى ايجابية تمسح نقطة بل عشرات من تلك النقط حتى يعود ما بداخلي ناصع البياض كما رأيته أول مرة.

حين وصلت لهذه الدرجة الحمد لله قررت أن أكتب هذه الخواطر أو المقالات (أيا كانت التسمية الأدبية ) ربما تستفيد منها زوجة أخرى أو حتى فتاة لازالت في طور وضع كراسة الشروط.

شكرا لكل رجل كان طرف في هذه المقارنات لأنك جعلت حياتي أسعد عندما رأيت زوجي أفضل منك في صفة أو أكثر.

زوجي أحبك و أقدرك ، ولا تكفيك كل كلمات اللغة لتصفك.