و تختلف درجة النجاح في هذا الاختبار من فتاة لأخرى ، فبعضهن يقبلن ب50% كحد أدنى و البعض يزيد حد النجاح عندهن تدريجيا حتى يصل لدى بعضهن إلى 100% دون تنازل أو تهاون.
يتم الزواج و تبدأ الشراكة الواقعية و الفعلية في حياة كل فتاة والتي تغير دورها الآن فأصبحت سيدة ، زوجة و أم. وفي مجتمعنا للأسف هذه الشراكة غير مفهومة على النحو السليم اجتماعيا ونفسيا و حتى دينيا. فنجد أغلب البيوت خالية من المودة و الرحمة التي أمر بهما الله. نجدها مفتقدة للتكامل بين الزوجين و أدوارهما داخل و خارج المنزل ولا تحوي بأي شكل من الأشكال السلام النفسي الذي يوجد الاستقرار و الهدوء وراحة البال الذين يعتبروا البذرة الأساسية لبناء اطفال أسوياء نفسيا بدون عقد تؤثر على مستقبلهم و مسيرتهم في الحياة.
من أكبر المشاكل التي تبدأ في هدم هذه المنظومة الروحية الرائعة المقارنة ، و التي تبدأ مع أول اختلاف تلاحظه المرأة (التي كانت فتاة نتحدث عنها في السطور السابقة) بين زوجها و بين الرجال أصحاب الالهام في كراسة شروطها. او مع ادراكها عدم تقديرها السليم لاولوياتها من حيث ترتيب الصفات المهمة عندها.
فمثلا لقد رتبت أولوياتها كالتالي :
(الطموح ، الكرم ، الوسامة ، الثراء ، الاجتماعية مع الناس ، .............)
و مع الحياة الفعلية و الاحتكاك بالواقع وجدت أنها ظلمت نفسها عندما اعتبرت الاجتماعية مع الناس لها الترتيب الخامس في أولوياتها بينما الطموح في المرتبة الأولى لأنها تكره طموح زوجها الذي يعيقها عن الاختلاط بالآخرين و حضور المناسبات الاجتماعية المختلفة.
و باعتبار أن الزوجة أصيلة و بنت ناس و بتحب زوجها بشكل صادق فلن تتخذ أي إجراء أو موقف واضح تقارنه فيه بأي شخص فستكتفي بالمقارنات السلبية بينها و بين نفسها. وما أشد أثر حديث النفس على النفس ، إنه أكثر خطرا من أصدقاء السوء أو حتى وسوسة الشيطان. فتصبح و تمسي و هي تحدث نفسها: " مش لو كان جوزي طموح زي فلان كان زمان مستوانا بقى كذا " ، " مش لو كان جوزي دمه خفيف زي علان كان زماننا ما بطلناش ضحك " " مش لو كان جوزي ايده ملمومة حبتين زي ترتان كنا عملنا حاجة للزمن "
" مش لو ........ " ، " مش لو ........ " ، " مش لو ........ "
و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : " لو تفتح عمل الشيطان "
ولقد اتبعت طريقة الكثيرات (في اللولوة "وليس الولولة" ) لمدة ثلاث سنوات من عمر زواجي، بعدها وجدت حائطا قد ارتفع بيني و بين زوجي لا أدري حتى يومنا هذا إن كان لاحظه أم لا و بدأت أحمله مسئولية أي شيء سلبي في حياتنا أو شعور سلبي يجتاحني و تمادت السلبيات بداخلي حتى بدأت أزيد من سمك هذا الحائط عن عمد.
لكن في يوم من الأيام لا أذكره تحديدا استيقظت كمن يستيقظ من سبات عميق لا يدرك كم طال و كان زوجي لا يزال نائما بجواري. أخذت أتأمل وجهه كأني أراه لأول مرة فاسترجعت مرة واحدة كل الحب الذي جمعنا و جعلنا نقرر الزواج من بعضنا البعض.
من يومها عاهدت الله أنه في مقابل كل مقارنة سلبية أجريتها و سجلت نقطة سوداء في صفحة زوجي بداخلي ، سأجري أخرى ايجابية تمسح نقطة بل عشرات من تلك النقط حتى يعود ما بداخلي ناصع البياض كما رأيته أول مرة.
حين وصلت لهذه الدرجة الحمد لله قررت أن أكتب هذه الخواطر أو المقالات (أيا كانت التسمية الأدبية ) ربما تستفيد منها زوجة أخرى أو حتى فتاة لازالت في طور وضع كراسة الشروط.
شكرا لكل رجل كان طرف في هذه المقارنات لأنك جعلت حياتي أسعد عندما رأيت زوجي أفضل منك في صفة أو أكثر.
زوجي أحبك و أقدرك ، ولا تكفيك كل كلمات اللغة لتصفك.