ما من أنثى وجه الأرض إلا و تسعى للشعور بجمالها و
أنوثتها منذ نعومة أظفارها ، و ما أن تصبح زوجة تحب زوجها حتى تسعى بكل السبل
لارضائه بأن تكون في عينيه أجمل من نساء الأرض أجمعين. لكن أيضا ما من زوجة حملت و
وضعت طفل و اثنين أو أكثر حتى تجد نفسها تهوى في دوامة المسئوليات و الطلبات التي
لا تنتهي داخل البيت خاصة ان كانت بمفردها دون معاونة خادمة او أحد من أقاربها و
خارجه ان كانت تعمل . و بين كل هذا قد لا تجد وقتا للاهتمام بنفسها بالشكل الذي
كانت عليه في فترة ما قبل الزواج و في بدايته.
قالت لي مرة احداهن أن فلانا زوجها بعد أن وضعت وليدها
بحوالي أسبوعين ( و كانت قد وضعته بعملية قيصرية) نهرها لأنها شاحبة و يبدو عليها
الارهاق ولا تحاول حتى أن تتجمل ، و كأن هذا الشخص يعيش في منزل آخر ولا يدرك
الآلام التي مرت بها في الولادة و بعدها و عدم استقرار الطفل في نومه و صراخه
المستمر خلال الليل و الذي يمنعها من النوم و يجعل شعورها بالارهاق طبيعيا و يجعل
قدرتها على الوقوف أمام المرآة لتتزين و تضع المساحيق معدومة.
أذكر جيدا أن بعد ولادتي الأولى كنت شديدة التوتر و
الارهاق لأن ابني كان لا يأكل جيدا فكان لا ينام جيدا و أنا بدوري كنت لا أنام
بشكل منتظم و حين استيقظ على صوته أنتفض حتى أطعمه و أغير حفاضاته ثم أدرك إني لم
أدخل الحمام بعد لأغسل وجهي أو أنظر في المرآة لأرى منظر شعري بعد قيامي من النوم
على صوت بكائه وكان زوجي يدخل علي و أنا نصف نائمة و شعري مهوش و قد تكون ثيابي
لحقتها رائحة من لبن الصغير و مع كل هذا كان يقبل جبيني قائلا: " ربنا يقويكي
"
في تلك اللحظات كنت اتذكر فلانا الذي تقدم لي من سنوات
عديدة ، وفي بداية تعارفنا وضع ما يشبه الشرط انه لن يتنازل عن أن أظل مهتمة بشكلي
و جسمي بشكل دائم تحت أي ظروف. فحمدت الله
أن زوجي لم يفكر مثل فلان بل و لم يتطرق لهذه النقطة في أي مرحلة خلال علاقتنا والا
كان مصيرنا الله وحده اعلم به.
0 التعليقات:
إرسال تعليق