18‏/05‏/2010

زوجي لا يهمه مالي

أتعجب من فلان الذي ينتظر أول الشهر ليستلم مرتب زوجته بالمليم بمبدأ سلم واستلم. و وقعتها سوداء ان فكرت أن تشتري منه ولو ايشارب قبل أن يستلمه و يحدد بنود الميزانية و أولويات الانفاق من وجهة نظره ... ثم يسمح لها أو لا يسمح بشراء ما تريد ، و ان اعترضت تبدأ المحاضرة المعروفة " انتي بتشتغلي يعني بتاخدي من وقتي و وقت البيت ، يبقى مفيش حاجة اسمها فلوسك أو مرتبك . دي فلوس البيت ولا انتي عايزة خروجك كل يوم و تقصيرك في حق البيت يبقى من غير ثمن". طبعا هذا التقصير  ماهو إلا وجهة نظره البحتة حتى يكون مبرر لفعلته ، فالزوجة ترجع للبيت لتدور في طاحونة من التزامات البيت و الأولاد حتى تنام ، و تستيقظ لتدور في طاحونة العمل و هكذا دون توقف.

أو فلان الذي يراجع كشف حساب البنك الخاص بزوجته ... بغض النظر ان كانت قرأته أولا أم لا ، أو سمحت له بالاطلاع عليه أم لا. و الويل لها ان تصرفت في مليم من مالها دون علمه، على الرغم من أن المال يخصها و الحساب باسمها . و ان جادلته يكون الحوار كالتالي " مفيش حاجة اسمها خصوصية بين الراجل و مراته ولا انتي عندك أسرار عايزة تخبيها، و بعدين أنا مش باتكلم علشاني ... أنا باتكلم علشان الأولاد مش الفلوس دي بعد عمر طويل هتبقى ليهم ودلوقتي برضه حاجة تحميهم من غدر الزمان" .
و كأن الزوج الكريم تدخل في علم الغيب و قرر أنهم سيدخلوا في ضائقة مالية لن تحلها إلا أموال زوجته ، أو أنها من ستتوفى أولا ومن واجبها أن تترك إرثا محترما لأولادها.

أو فلان الذي يعتبر نقود امرأته اجمالا...  سواء كانت مرتب أو ارث أو أيا كان حقا مكتسبا يخط على أساسه الخطط الخاصة به ، وليس حتى الخطط الخاصة بالمنزل ككل. فمثلا يعتبره أمر مفروغ منه أن يأخذ مبلغ معين حتى يحدث موديل سيارته. و ان اعترضت اعتبرت ناشز و أنانية و طماعة و تسمع ما لا تحمد عقباه من عينة " هو أنا باستخسر فيكي ولا في ولادك حاجة ، مانتوا آكلين شاربين لابسين من مرتبي"

وكأن كل هؤلاء قد نسوا أو تناسوا أن الانفاق واجب شرعي على الزوج من حيث المسكن و المأكل و الملبس، و أن ديننا الحنيف و القوانين الموضوعة جعلت للزوجة ذمة مالية منفصلة لا يحق معها للزوج أن يعتبر مالها حق مكتسب، إلا إذا قدمته له عن طيب خاطر وبمنتهى الرضا ... لا لشيء إلا لأنها تحبه و تهبه كل حياتها و مشاعرها و كيانها فهل تبخل عليه بمالها .

منذ عرفت زوجي حتى قبل الزواج لم يسألني عن راتبي كم يبلغ، أو رصيدي  في البنك ما مقداره. و مهما بلغت شدة أي ضائقة مادية مرت بنا ، خصوصا في بداية زواجنا لم يعتبر ما أملك من مال بديلا من البدائل المطروحة للخروج من هذه الضائقة... إلا إذا قدمت المال و ألححت  و ألححت ، و حلفته بما بيننا و بحياتي عدة مرات حتى يقبله ويتصرف فيه. و إن فعل بعد معاناه فإنه يعامله معاملة الدين فيرده لي في أول فرصة.
و الأكثر روعة من ذلك أنه يترك لي حرية التصرف في ماله و كل ما يملك بمنتهى الرضا و الثقة في حسن 
تصرفي.




The New Busy is not the too busy. Combine all your e-mail accounts with Hotmail. Get busy.

3 التعليقات:

هبة الله يقول...

لو الزوج بيفكر بالشكل دة يبقى الزوجه تقعد فى بيتها احسن و تطلب منه انه يصرف عليها وتريح نفسهامن العمل و وجع القلب

غير معرف يقول...

mabrok ya rosha 3la elmdwana 7elwa bgad w makontesh a3raf enek 3andek mwaheb kda fe elktaba w ela elamam dayman wshaga3teny akteb ana kman ur friend fo2a elsha3nona 3la ra2y sho3a3

غير معرف يقول...

عزيزتى رشا
اول مرة ادخل المدونه بس عجبتنى قوى بصراحه..
كلامك صريح وواضح من غير لف ولادوران
انا شايفه ان الغلط على الست فى حاجه زى كده.لو هو مصر ياخد حاجه للبيت يبقى نص مرتبها فقط والباقى ليها وهى حرة التصرف فيه...
يعنى مايبقاش تعب فى الشغل وبعدين خدمته هو والاولاد والبيت والاكل وكمان كل مرتبها..؟؟؟؟
وبعدين الستات اللى بيرضوا بكده ستات سيس ومالهموش شخصيه...
عموما ربنا يخليلك جوزك ويهديه هولك

ويدوم عليكم نعمة القناعه والستر
تقبلى مرورى
تحياتى
داليا