أعرف فلانا طلبت منه زوجته أن تكمل دراستها و كان مؤهلها متوسطا حتى ترفع
من شأنها و تحصل على وضع أفضل في وظيفتها الحالية، فسخر منها و ثبط من عزيمتها
بدعوى أنه "بعد ما شاب ودوه الكتاب" و كمان البيت و الأولاد بياخدوا وقت
و مجهود كبير و كمان شغلك هتلاحقي ازاي .. لا لا سيبك من الفكرة دي. و بالفعل
تغاضت عن الفكرة و إلى يومنا هذا و هي على حالها.
و فلان آخر لا مانع لديه من أن تكمل زوجته دراستها أيا كانت ولكن لا دخل
له بما تفعل ولن يحتمل أي تغيير يقع عليه نتيجة مستجدات و متطلبات دراستها، فلن
يتحمل مسئولية الأطفال خلال محاضراتها أو يراعي الضغط الواقع عليها نتيجة المذاكرة
و الامتحانات و خلافه و تعليقه الأزلي " مش قرارك ، اتحملي مسئوليته و
تبعاته: .
لقد تعرف على زوجي و أنا أدرس كورسات متخصصة في مجال الكمبيوتر و هو مجال
يحتاج للدراسة و التطوير يوميا و لقد توقفت فترة لأؤسس أسرتي و بعدها طالبني بنفسه
بمواصلة الدراسة أولا بشكل أكاديمي فتقدمت لدراسة الماجستير و كانت الدراسة مسائية
، فكان يعود من عمله ليوصلني للأكاديمية التي كنت أدرس بها ثم يقوم برعاية ابننا
البالغ من العمر حينها عاما واحدا ، ثم يعود ليقلني للمنزل دون أن يظهر تذمرا أو
تعبا بل على العكس كان هو من يذهب ليدفع المصروفات و يسجل المواد التي أختارها.
و لن أنسى ليلة الامتحان التي أخذ
فيها ولدنا الصغير و ذهب ليقضي اليوم عند أهله ليترك لي فرصة المذاكرة مع زميلاتي
بتركيز و هدوء و دون تحمل عناء طلبات الصغير.
بعد سنة من انجابي ابنتي الثانية فكرت في تغيير خطتي العلمية و دراسة
كورسات تطبيقية لتؤهلني مرة أخرى للعودة و العمل في مجال تدريس الكورسات ، و لقدت
تعرضت لامتحان في غاية القسوة، فمدة الكورس كلها خمسة أيام مرضت خلالها ابنتي في
اليوم الثاني و كنت في غاية الحيرة و التوتر ولا أدري كيف أتصرف ، فما كان من زوجي
الحبيب إلا أن قام بأجازة ليمضي اليوم معها ليهون علي
الأمر و يزيل شعوري بالضيق والهم
لأتمكن من مواصلة دراستي بهدوء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق