في حياة كل فتاة أكثر من رجل مع اختلاف علاقتها به. تبدأ بالأب و أحيانا الأخ الأكبر و بعدهما الأقارب و
الجيران و الأصدقاء و المعارف . و مع تقدمها في العمر يصبح الرجل عشرات من الرجال فدائرة معارفها تمتد و تتسع بأصدقاء أخوانها وزملاء الدراسة و كثير من العلاقات المتفرعة. و مع كل رجل تعرفه تجد صفة او أكثر تلفت انتباهها و تثير عجابها و تصبح ذاكرتها حديدية فيما يخص هذه الصفات و المواقف التي تدلل عليها و تثبتها. و تقوم الفتاة بشكل لا إرادي بتجميع هذه الصفات و ترتيب أولوياتها من حيث الصفة الأهم و كأنها تضع كراسة شروط لزوج المستقبل . و مع كل رجل يدخل حياتها كزميل جديد أو حتى عابر سبيل تعيد تقييم هذه الصفات و ترتيبها حسب أهميتها في حياتها، و حين تلتقي بفتى أحلامها الذي يصارحها بمشاعره أو حتى الخطيب الذي يتقدم لها بشكل تقليدي تعمل مرة أخرى بشكل لا إرادي ككمبيوتر بالغ السرعة وفائق الدقة لتحسب مدى مطابقته لكراسة الشروط التي وضعتها منذ وعيها بأنوثتها و ادراكها أنها ستكون زوجة و حبيبة في يوم من الأيام . و بناء على درجة التطابق ترى إن كانت ستقبله كشريك لحياتها و عواطفها أم أنه لم ينجح في اختبار التطابق.
و تختلف درجة النجاح في هذا الاختبار من فتاة لأخرى ، فبعضهن يقبلن ب50% كحد أدنى و البعض يزيد حد النجاح عندهن تدريجيا حتى يصل لدى بعضهن إلى 100% دون تنازل أو تهاون.
يتم الزواج و تبدأ الشراكة الواقعية و الفعلية في حياة كل فتاة والتي تغير دورها الآن فأصبحت سيدة ، زوجة و أم. وفي مجتمعنا للأسف هذه الشراكة غير مفهومة على النحو السليم اجتماعيا ونفسيا و حتى دينيا. فنجد أغلب البيوت خالية من المودة و الرحمة التي أمر بهما الله. نجدها مفتقدة للتكامل بين الزوجين و أدوارهما داخل و خارج المنزل ولا تحوي بأي شكل من الأشكال السلام النفسي الذي يوجد الاستقرار و الهدوء وراحة البال الذين يعتبروا البذرة الأساسية لبناء اطفال أسوياء نفسيا بدون عقد تؤثر على مستقبلهم و مسيرتهم في الحياة.
من أكبر المشاكل التي تبدأ في هدم هذه المنظومة الروحية الرائعة المقارنة ، و التي تبدأ مع أول اختلاف تلاحظه المرأة (التي كانت فتاة نتحدث عنها في السطور السابقة) بين زوجها و بين الرجال أصحاب الالهام في كراسة شروطها. او مع ادراكها عدم تقديرها السليم لاولوياتها من حيث ترتيب الصفات المهمة عندها.
فمثلا لقد رتبت أولوياتها كالتالي :
(الطموح ، الكرم ، الوسامة ، الثراء ، الاجتماعية مع الناس ، .............)
و مع الحياة الفعلية و الاحتكاك بالواقع وجدت أنها ظلمت نفسها عندما اعتبرت الاجتماعية مع الناس لها الترتيب الخامس في أولوياتها بينما الطموح في المرتبة الأولى لأنها تكره طموح زوجها الذي يعيقها عن الاختلاط بالآخرين و حضور المناسبات الاجتماعية المختلفة.
و باعتبار أن الزوجة أصيلة و بنت ناس و بتحب زوجها بشكل صادق فلن تتخذ أي إجراء أو موقف واضح تقارنه فيه بأي شخص فستكتفي بالمقارنات السلبية بينها و بين نفسها. وما أشد أثر حديث النفس على النفس ، إنه أكثر خطرا من أصدقاء السوء أو حتى وسوسة الشيطان. فتصبح و تمسي و هي تحدث نفسها: " مش لو كان جوزي طموح زي فلان كان زمان مستوانا بقى كذا " ، " مش لو كان جوزي دمه خفيف زي علان كان زماننا ما بطلناش ضحك " " مش لو كان جوزي ايده ملمومة حبتين زي ترتان كنا عملنا حاجة للزمن "
" مش لو ........ " ، " مش لو ........ " ، " مش لو ........ "
و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : " لو تفتح عمل الشيطان "
ولقد اتبعت طريقة الكثيرات (في اللولوة "وليس الولولة" ) لمدة ثلاث سنوات من عمر زواجي، بعدها وجدت حائطا قد ارتفع بيني و بين زوجي لا أدري حتى يومنا هذا إن كان لاحظه أم لا و بدأت أحمله مسئولية أي شيء سلبي في حياتنا أو شعور سلبي يجتاحني و تمادت السلبيات بداخلي حتى بدأت أزيد من سمك هذا الحائط عن عمد.
لكن في يوم من الأيام لا أذكره تحديدا استيقظت كمن يستيقظ من سبات عميق لا يدرك كم طال و كان زوجي لا يزال نائما بجواري. أخذت أتأمل وجهه كأني أراه لأول مرة فاسترجعت مرة واحدة كل الحب الذي جمعنا و جعلنا نقرر الزواج من بعضنا البعض.
من يومها عاهدت الله أنه في مقابل كل مقارنة سلبية أجريتها و سجلت نقطة سوداء في صفحة زوجي بداخلي ، سأجري أخرى ايجابية تمسح نقطة بل عشرات من تلك النقط حتى يعود ما بداخلي ناصع البياض كما رأيته أول مرة.
حين وصلت لهذه الدرجة الحمد لله قررت أن أكتب هذه الخواطر أو المقالات (أيا كانت التسمية الأدبية ) ربما تستفيد منها زوجة أخرى أو حتى فتاة لازالت في طور وضع كراسة الشروط.
شكرا لكل رجل كان طرف في هذه المقارنات لأنك جعلت حياتي أسعد عندما رأيت زوجي أفضل منك في صفة أو أكثر.
زوجي أحبك و أقدرك ، ولا تكفيك كل كلمات اللغة لتصفك.
10 التعليقات:
ربنا يخليكي ليا يا أغلي ما أملك في دنياي ويا أجمل هدية من ربنا
ربنا يوفقك ويكون البلوج ده نقله في حياتك واشوفك قريب من أكبر كاتبات الجيل
برافو عليكي، بجد انتي جيبتي اساس المشكلة. أنا كمان كنت بدأت أعمل اللولوة دي، بس ماكنتش مدركة اني باعمل كدة. بس أنا فوقت مش علشان أدركت ايه اللي أنا باعمله، لأ كان في سبب تاني. كلمة قالتها صديقة زمان وأنا خليتها زي الحلقة في أذني وان كنت نسيتها لفترة. الكلمة دي هي: أن السعادة والهناء في الحياة قرار مش صدفة. لازم الواحد يأخذ قرار انه يكون سعيد وبناء على كدة كل أفكارة ومعالجته للأمور بتكون في اتجاه تنفيذ القرار ده. وأنا أخذت قرار اني أعيش حياة سعيده وهانئة مع شريك حياتي، علشان كده مش هاسمح لللولوة انها تحيدني عن قراري. كلنا فينا عيوب المهم ازاي نعرف نتخطى العيوب دي علشان نكون سعداء.
انا هسميها محاسبة نفس او اعادة حسابات وكلنا محتاجين نعمل كدة لانة فى زحمة الحياة وصعوبتها وبعد مسؤلية الزواج والاطفال واللى هما بياخدوا كل وقتك بتيجى عليكى لحظة تقولى انفسك وانا فين من كل دة هو انا عملت اية لنفسى وتبتدى غصب عنك تلومى اللى حواليكى واول واحد بتلومية هو زوجك لانة فى الغالب مشغول عنك بس فى الحقيقة هو مطحون عشان يعيشك انتى وولادك عيشة مرتاحة عشان كدة اللى انتى عملتية جميل فى انك فوأتى نفسك وصحيتى حبك لزوجك اللى هو اصلا موجود بس الدنيا الصعبة اللى احنا عايشينها بتنسينا الحب دة
gooooood luuuuuuuuck
مش غريبه عليكى يا روشا ياقمر انى اقرا منك الكلام الحكيم ده و عارفه انك بتكتبى كتيييير حلو و احلى و الموضوعاللى بداتى بيه على اد ماهو حساس شويه و جرأه منك كبيره بس ليه تعليق عليه مع تجربتى انا ان المقال ده اعتبرنا ان فعلا الزرج انسان يستاهل الحب و ان اللوم على الزوجه طيب لو الزوج ميستاهلش الزوجه ممكن ترجعه حلو وبيحب ازااااى زمستنيه ردك فى مقال او راى (ام فادى)
لو قريتي تعليق هند يا أم فادي هتعرفي أن كل واحد فينا فيه عيوب ، بس لو انتي مقررة تكوني سعيدة في حياتك و شفتي مميزات زوجك اللي هو المفروض حبيبك اللي اخترتي تكملي حياتك معاه ، هتبذلي مجهود و هتصبري.
خصوصا أن هو كمان أكيد شايف فيكي عيوب وشايف انك اتغيرتي. بس لو صحصحتوا بعض و فكرتوا بعض باللي حبيتوه أصلا في بعض و خلاكي تقرروا تتجوزوا هتعيشوا حب أول الجواز من جديد.
و ربنا يسعدك و يسعد الجميع.
اغشكرك على اهتمامك بالرد عليه و انتظر منك المزيد قريبا جدا لانى متشوقه متابعه اخبارك و كتاباتك
والله يارشا انا فوجئت بانك عندك المستوى العالى ده فى الكتابه و التعبير و بقولك ربنا يوفقك فى المدونه الجديدة .
اما عن رايى فى الموضوع ,فانا شايفة انالسعادة بين زوجين هو قرارالاتنين لازم يكونوا مشتركين فيه ماينفعش واحد يقول انا قررت اغير من نفسى و اكون سعيد و التانى فى وادى تانى مش حاسس بيه.ورغم كدة الزوجه لازم ديما توضع فى اعتبارها رضا ربنا عليها بان تقوم بكل الواجبات اللى ربنا فرضها عليها كزوجه وام لان رضا الرب يجلب عليها البركه فى حياتها و فى علاقتها بينها وبين زوجها
We tend to forget that happiness doesn't come as a result of getting something we don't have, but rather of recognizing and appreciating what we do have.
I think I can apply this on your nice article
Go on dear
R.B
حبيبي شرشر
السلام عليكم
الكلام إللي كتبتيه بتاعك إنت وخاص بيك إنت وتجربة خاصة لا يمكن تعميمها أو إغفالها ، هي حقا تجربة تستحق الوقوف أمامها للتأمل ولن أقول للدراسة .
كم منا قادر على الوقوف أما المرآة ليري حقيقة نفسه دون أن يدمر هذه المرآة ؟
حبيبتي معظمنا يرى تفسه الصواب والآخر خطأ .
كم منا يرى أن مجموع النعم التي أنعم الله بها على عبده تساوي الواحد الصحيح وإن اختلفت نسب تقسيمه من عبد لآخر ،
فالغني قد يمتلك وجها قبيحا أو لسانا سليطا ، والوسيم قد يمتلك نفسا مريضة وهكذا ،
إننا إذا آمنا بتلك القدرة الإلهية على توزيع النعم على البشر فسوف يتم التصالح مع النفس والعمل على تنمية النعمة التي أعطاها الخالق إياي والوصول بها إلى أعلى الدرجات الممكنة ، فالمهتدس الناجح لا يجب ان ينظر نحو لاعب كرة يساوي الملايين مثلا .
شرشر
هناك مقولة شهيرة تقول
( ربنا لما وزع النعم ماحدش عجبه نصيبه ، ولما وزع العقول ماحدش عجبه غي عقله )
واللي يعمل حاجة توافق تفكيري أقول له ( إيه العقل دة ) وإذا ما وافقش تفكيري أقول له ( إيه الجنان ده )
وفي الآخر أقول لك
ربنا يديم عليكي الشعور بالهنا العائلى والهدوء النفسي لأنه عملية نسبية ،
والدك اللى رباكي
فرج السيد عبد الحليم .
اولا المقالة جيدة جدا والموضوع مثير للنقاش وشيق لكل زوجين بس انا عايز اقول ان فى حاجة كويسة جدا اسمها القناعة والحمد وهما اللذان يؤديان الى السعادة بمعناها الحقيقى والواقعى بدون اى رياء فبالقناعة والايمان ان الله هو الذى يقدر لنا كل شئ ونحن بطريقتنا نخلق السعادة الزوجية او السعادة بشكل عام وبنظرة اخرى للامور نحن الذين نخلق اللولوة ونحن ايضا نمحوها من افكارنا ومخيلتنا حتى لو جلسنا مع انفسنا بشكل متفرد احب ان احيكي على بدايتك فى كتابات هذه المقالات القصيرة واستمرى رشا على فكرة ده كلام بهاء وانا اللى كنت بكتب عو بيملينى بس كل المقالات حلوة اوى لكن اكتر واحدة عاجبتنى اول واحدة وياريت تخلى بابا يقراها سلميلى على دوبى وريمة
إرسال تعليق